العلامات المبكرة لضعف السمع عند الأطفال والرضع

دليلك الشامل للتعرف على علامات ضعف السمع لدى طفلك مبكرا

حاسة السمع هي حاسة حيوية لتطوير مهارات الكلام واللغة، بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية، والقدرات الإدراكية بشكل عام لدى الأطفال.

إن الكشف المبكر عن حالات ضعف السمع عند الرضع والأطفال الصغار أمر بالغ الأهمية لضمان تلقيهم الدعم والتدخل اللازمين في الوقت المناسب.

هنا نستعرض العلامات المبكرة لفقدان السمع التي تظهر بالأطفال الرضع وبمرحلة الطفولة المبكرة، ونسلط الضوء على كيفية الكشف المبكر والخطوات التي يمكن للوالدين (والأسرة من حولهما) اتخاذها لتحديد إمكانية وجود مشاكل بالسمع لدى الطفل ما يسمح ببداية سريعة لعلاجها.

أنواع ضعف السمع عند الرضع والأطفال الصغار

يمكن أن يكون ضعف السمع:

  • خلقيًا (موجود عند الولادة)
  • مكتسبًا (يتطور بعد الولادة)

وقد يؤثر ذلك على أذن واحدة أو كلتا الأذنين، ويمكن أن يتراوح مستوي ضعف السمع من المستوي الخفيف إلى الشديد.

تشمل الأسباب الشائعة لفقدان وضعف السمع:

  • العوامل الوراثية
  • العدوى قبل الولادة (مثل الفيروس المضخم للخلايا أو الحصبة الألمانية)
  • الولادة المبكرة
  • انخفاض وزن الولادة
  • التعرض للأدوية السامة للأذن والعصب السمعي
  • بعض الأمراض مثل التهاب السحايا أو التهابات الأذن المزمنة

العلامات المبكرة لفقدان السمع عند الرضع

يتطلب تحديد معاناة الرضيع من ضعف السمع، أو حتى انعدامه ملاحظة دقيقة لاستجاباته للأصوات. وأكثر العلامات المبكرة التي يجب الانتباه إليها:

ليس لديه رد فعل “الفزع” تجاه الأصوات العالية

عادة ما يفزع الأطفال حديثو الولادة في استجابتهم للأصوات العالية المفاجئة، وإذا لم يبدي الطفل أي استجابة لمثل هذه المحفزات، فقد يشير ذلك إلى فقده لحاسة السمع، أو ضعفها الشديد.

فمثلا؛ يجب أن يثير التصفيق العالي، أو صوت إغلاق الباب بقوة، أو نباح كلب رد فعل الفزع لدى معظم الرضع الأصحاء.

لا يلتفت نحو مصدر الأصوات

عند بلوغ الرضيع للمرحلة العمرية بين 3 إلى 4 أشهر، عادة ما يدير رأسه نحو اتجاه الأصوات، ويمكن أن يكون غياب هذا النوع من الاستجابة للأصوات لدى الرضيع علامة على وجود مشاكل بالسمع.

ولذلك يجب الانتباه إلى تجاهل الطفل لأصوات والديه وعدم إدارة رأسه نحوهم، أو على سبيل المثال صوب لعبة تصدر أصواتًا، فقد يكون هذا سببًا للقلق.

لا يصدر أصواتا

عادة ما يبدأ الأطفال في الدردشة واللعب الصوتي وهم في المرحلة العمرية بين 4 إلى 6 أشهر، ولذلك فإن عدم إثارتهم لهذه الأصوات قد يشير إلى معاناتهم من صعوبات سمعية، تبدأ من ضعف السمع وحتى فقدانه تماما.

يظهر ذلك على النحو التالي؛ الطفل الذي يسمع بشكل طبيعي سيجرب تكرار أصوات مثل “با-با” أو “ما-ما” أو “دا-دا”، بينما يكون الطفل الذي يعاني من مشاكل بالسمع هادئًا بشكل غير اعتيادي، أو يمكنه أن يصدر أصواتًا محدودة فقط.

لا يتفاعل مع الأصوات الهادئة

ببلوغ الطفل لشهره السادس يجب أن يستجيب للأصوات الهادئة، مثل همس الوالدين أو الموسيقى الهادئة، وإذا لم يتفاعلوا، فقد يشير ذلك إلى ضعف بحاسة السمع.

يمكن ملاحظة ذلك إذا لم يتفاعل الطفل مع لعبة من تلك التي تصدر أصواتا او كلمات أو حتى بعض المقاطع الموسيقية. ويجب أن ينظر إلى عدم استجابته لأصوات مماثلة كعلامة مهمة على وجود مشكلة بالسمع يجب الإسراع بتشخيصها، ثم علاجها.

لا يستجيب عند مناداته باسمه

المرحلة العمرية بين 6 إلى 9 أشهر تجلب معها تطورا في قدرات الطفل المعتمدة على حاسة السمع، فعادة ما يتعرف الأطفال على أسمائهم ويستجيبون لها بهذا العمر، وإذا لم يفعلوا ذلك، فمن الحكمة النظر إلى ذلك كإشارة إلى مشكلة بالسمع.

سيتوقع أن يدير الطفل رأسه إلى مصدر الصوت لدى مناداته باسمه، فإذا لم تبدو عليه أي علامة للتفاعل مع النداء، يجب النظر في احتمالية وجود خلل بسماعه للأصوات وتمييزه لها.

يتأخر في الكلام

تأخر الطفل في تطوير مهاراته اللغوية والكلامية يمكن أن تكون حالة طبيعية، وكذلك يمكنها أن تكون من الإشارات الدالة على معاناته من ضعف السمع.

ففي المتوسط، يتوقع أن يبدأ الطفل في استخدم كلمات بسيطة مثل “ماما” أو “بابا” مع احتفاله بعبد ميلاده الأول، وتأخره عن ذلك يستدعي طلب المشورة الطبية لاستبعاد احتمال معاناته مشاكل سمعية.

يعاني من التهابات الأذن بشكل متكرر

أي أن أذنه تكون ملتهبة طول الوقت وتكون الحالة مزمنة. وهذا مشكلة، حيث يمكن أن تؤدي التهابات الأذن المزمنة إلى ضعف السمع وحتى فقدانه مؤقتا أو بشكل دائم.

التهابات الأذن المتكررة (تحديدا التهاب الأذن الوسطى) عند الرضع يمكن أن تسبب تراكم السوائل التي تعوق السمع.

إذا كان الطفل يعاني من هذه الالتهابات ولفترات طويلة، فالاتجاه إلى تقييم السمع خطوة احترازية ضرورية.

استجابته للأصوات مضطربة

استجابة الأطفال للأصوات المحيطة بهم تكون تفاعلية ومستمرة في الحالات العادية، أما في حالة معاناة الطفل من تقلبات في شدة السمع، حيث يستجيب أحيانا، وفي أحيان أخرى لا يبدي الطفل أي استجابة للأصوات. هذه الاستجابات غير المتسقة هي علامة على وجود مشاكل حقيقية بالسمع.

فعلى سبيل المثال؛ قد يستجيب الطفل للأصوات العالية فقط، بينما لا يستجيب للأصوات الأكثر هدوءًا، أو قد تتغير استجاباتهم من يوم لآخر.

العلامات المبكرة لفقدان السمع عند الأطفال الصغار

مع نمو الأطفال، قد تصبح علامات فقدان السمع أكثر وضوحًا من خلال سلوكهم وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم، ومن خلال كيفية نطقهم وطريقة كلامهم.

وهذه أبرز العلامات التي يجب مراقبتها عند الطفل الصغير بعمر السنتين فما فوق:

يتأخر في تطوير مهاراته اللغوية

وهي سمة غالبة متكررة غالبًا ما تلاحظ بالطفل الذي يعاني من فقدان السمع. فهو عادة ما يتأخر في تعلم الكلام واستخدام اللغة.

ففي المتوسط، يجب أن يستخدم الطفل جمل بسيطة بحلول عمر سنتين، وإذا لم يتحدث الطفل بجمل قصيرة أو كان لديه مفردات محدودة، فقد يشير ذلك إلى أنه يعاني من بعض المشاكل السمعية.

صعوبة في اتباع التعليمات

ليتمكن الطفل من اتباع توجيه محدد، يجب عليه أولا أن يتمكن من سماعه، ثم فهمه.

وعندما يعاني الطفل من ضعف السمع، فسينعكس ذلك على سلوكه، حيث يظهر ذلك على شكل صعوبة في فهم واتباع التعليمات، خاصة في البيئات الصاخبة.

تشتت الانتباه

أثر سلوكي آخر لاضطرابات السمع هو ظهور الطفل وكأنه شارد الذهن أو مشتت الانتباه، حيث لا يتمكنون من سماع الكثير مما يجري حولهم.

قد يبدو الطفل كالضائع في عالمه الخاص، أو يفشل في الاستجابة عند التحدث إليه.

التحدث بصوت عالٍ

قد يتحدث الطفل الذين يعاني من فقدان السمع بصوت عالٍ فوق المعتاد، وليس ذلك بغرض اللعب آو مناداة شخص بعيد، بل يكون ذلك كاستخدامه لنبرة صوت عادية. وقد يفضل رفع مستوى الصوت على التلفاز او الهاتف والأجهزة اللوحية.

صعوبة في التواصل الاجتماعي

يمكن أن يؤثر ضعف السمع على قدرة الطفل على التفاعل اجتماعيًا مع محيطة وأقرانه، مما يؤدي إلى العزلة أو صعوبة في تكوين صداقات.

يلاحظ أن وجود اضطرابات سمعية لدى الطفل يعرقله ويجعل تواصله ومشاركته في المحادثات أو الألعاب مع الأطفال الآخرين صعبا.

الطلب الدائم لتكرار الكلام

الطفل الذي يعاني من مشاكل بالسمع، يمكن أن يسأل ويطلب من محدثه تكرار ما قاله بمعدل فوق الطبيعي.

إذا كان الطفل يبدو مرتبكًا في المحادثات، فقد يكون في ذلك إشارة إلى صعوبات سمعية.

تفضيل للإشارات البصرية

عندما يعاني الطفل من اضطرابات السمع، فليس من المستبعد أن يلجأ إلى الاعتماد بشكل أكبر على الإشارات البصرية للتواصل مع من حولهم.

هنا يمكن ملاحظة مراقبة الطفل لشفاه المتحدثين بانتباه، أو استخدامه المتزايد للإيماءات للتواصل.

أهمية الاكتشاف المبكر لضعف السمع

لتشخيص الطفل وتحديد نوع الاضطراب السمعي الذي يعاني منه بشكل صحيح، فلا بد من إجراء الفحوصات الطبية المناسبة، والتي تسمح بالكشف المبكر عن ضعف السمع.

وهذا أمر حيوي، حيث أنه يسمح بـ:

تطوير المهارات اللغوية

يتيح التعرف المبكر على ضعف السمع إمكانية التدخل المبكر مثل استخدام السماعات، أو زراعة القوقعة، أو العلاج المبكر للسمع عبر زراعة الخلايا الجذعية الجنينية مما يساعد الأطفال على تطوير مهارات اللغة مشابهة لأقرانهم السامعين.

تطوير الوظائف الإدراكية

يمكن أن يؤثر ضعف السمع على الوظائف الإدراكية مثل الانتباه والذاكرة والتعلم، ويسمح التدخل العلاجي المبكر هنا بدعم التطور الطبيعي للطفل في هذه المجالات الإدراكية.

اكتساب المهارات الاجتماعية

حاسة السمع عامل أساسي في التفاعلات الاجتماعية الطبيعية، ويمكن أن يساعد الاكتشاف والتدخل العلاجي المبكر لاضطرابات السمع في تطوير الطفل لمهاراته الاجتماعية بشكل أفضل وتجنب شعوره بالعزلة.

تحفز على النجاح الأكاديمي

المعالجة المبكرة لمشاكل السمع تعني الحفاظ على فرص أفضل للطفل لمواكبة الأجواء الدراسية الاعتيادية، والتحصيل الأكاديمي.

أهمية العلاج المبكر لضعف السمع بالخلايا الجذعية الجنينية

يعد التعرف على العلامات المبكرة لضعف أو فقدان السمع عند الرضع والأطفال الصغار أمرًا بالغ الأهمية، فهو حيوي لتحديد إمكانية العلاج المبكر للمرض، وتقديم الدعم والرعاية الصحية التي يحتاجها الطفل المريض في الوقت المناسب.

وهنا بمركزنا، نلحظ أن أفضل وأعلى درجات الاستفادة من علاج ضعف السمع تكون لدى الأطفال الذين يبدؤون في تلقي العلاج الخلوي مبكرا، أثناء مراحل نمو وتطور الجهاز السمعي. آو بعبارة أخرى؛ كلما كان التدخل مبكرا كلما كانت نتائج العلاج أفضل.

تعرف على المزيد عن علاج ضعف السمع بالخلايا الجذعية الجنينية.

عيادة تقنيات الخلايا الجذعية المتميزة: طريقكم إلى حياة أكثر صحة