علاج اعتلال الشبكية السكري بالخلايا الجذعية

اعتلال الشبكية لسكري هو أحد المضاعفات الناجمة عن الإصابة بمرض السكري، الذي يتلف الأوعية الدموية وخاصة شبكة الشعيرات الدموية الدقيقة بشبكية العين، ما يؤدي إلى مشاكل وضعف عام في الرؤية يمكن أن يتطور مع الوقت حتى الوصول إلى العمى الكامل.

من يمكن أن يصاب بهذا المرض؟

نظرا لكونه أحد مضاعفات السكري، فإن المصابين بالمرض بنوعيه الأول والثاني معرضون للإصابة باعتلال الشبكية السكري.

وتشير الإحصائيات إلى أن 80% من جميع المرضى الذين شخصوا بالاعتلال، كانوا قد مضى على إصابتهم بداء السكر حوالي 10 سنوات.

الوقاية من تطور اعتلال الشبكية السكري

لا يلاحظ المريض أن تغير كبير بالرؤية بعد إصابته بالاعتلال، ويصعب حتى على طبيب العيون ملاحظة العلامات الأولى للمرض.

لذلك فإن الفحص المنتظم لمرضى السكري أمر حيوي للغاية لتجنب العواقب الوخيمة في حال الإخفاق في تشخيص اعتلال الشبكية السكري مبكرا.

كما يجب مراقبة مستويات السكري بالدم، المحافظة عليها ضمن النطاق المقبول صحيا، فالخطر أكبر عندما لا يتحكم الشخص في مستوى السكر في دمه. ومشكلة الإهمال في العلاج مشكلة حقيقية وواسعة الانتشار بين المرضى.

فوفقًا للمعلومات والإحصاءات التي وفرها معهد الصحة الوطني بالولايات المتحدة (National Institutes of Health):

يعاني حوالي 16 مليون شخص في الولايات المتحدة من اعتلال الشبكية، لكن 50% منهم لا يحصلون على العلاج المناسب، أو لا يلتزمون به.

لذلك فإن اعتلال الشبكية هو السبب الرئيسي لحالات العمى بين المرضى الأمريكيين الذين ينتمون إلى الفئة العمرية بين 25 إلى 74 عاما.

ويتم الكشف كل عام عن حوالي 8000 حالة جديدة من هذا النوع، يكون 12% من حالات العمى هذه ناتجة عن اعتلال الشبكية السكري.

أعراض اعتلال الشبكية السكري

ندما تبدأ حالة المريض في التطور في الاتجاه السلبي، فيندر أن يلاحظ أعراض واضحا تخبره بالخطر، وغاليا ما يلاحظ المريض الأعراض فقط بعد تمدد التلف بالشبكية في مراحل متقدمة.

هذه الأعراض المتقدمة تشمل:

• عدم وضوح الرؤية وتدهور سريع فيها
• ضعف الرؤية في كلتا العينين
• تدهور القدرة على التمييز بين الألوان
• عوامات تظهر على شكل بقع شفافة في مجال الرؤية، ويمكن أن تبدو كأوتار مظلمة
• رؤية مناطق فارغة أو بقع
• ضعف الرؤية في الليل
• عمى غير متوقع

عوامل الإصابة باعتلال الشبكية السكري

بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري كعامل الخطر الأول، فهناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال الشبكية السكري وهي:

• سوء التحكم في نسبة السكر في الدم
• ارتفاع ضغط الدم
• ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم
• الحمل
• التدخين الشره

ديناميكية الإصابة اعتلال الشبكية السكري

لفهم ديناميكية تطور اعتلال الشبكية، وفهم المرض نفسه لا بد لنا من التعرف بشكل أعمق على هذه الشبكية نفسها، فالشبكية هي طبقة على الجانب الداخلي بالجزء الخلفي من العين، تستشعر الضوء ثم ترسل نبضات إلى الدماغ عبر العصب البصري.

وبمركز الشبكية نسيج حساس يسمى البقعة (Macula)، وبفضلها يمكن الرؤية بشكل واضح، وتسمح بتركيز الرؤية على التفاصيل لدى الحاجة لذلك.

وتسمح البقعة أيضا بالتمييز بين الألوان، ولذلك فإن ذلك يقل كثيرا إلى حد الانعدام لدى إصابتها بالضرر.

أيضا، تحتاج الشبكية لإمدادات جيدة بالدم الذي ينقل الأوكسجين والمواد الغذائية إليها لتتمكن من أداء عملها بشكل سليم.

وعندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم لدى المريض، فإنه ذلك يؤثر على الأوعية الدموية وعملها، ما يؤثر بدوره على تغذية منطق البقعة، فتقل قدرة المريض على رؤية التفاصيل جيدا.

وباستمرار تدهور الحالة، تقل القدرة على تمييز الألوان، ومجال الرؤية، وحتى العمى الكامل في بعض الأحيان.

أنواع اعتلال الشبكية السكري

يقسم الخبراء اعتلال الشبكية إلى مرحلتين أساسيتين هما:

• اعتلال الشبكية السكري المبكر
• اعتلال الشبكية السكري المتقدم

في المرحلة الأولى من اعتلال الشبكية السكري تصبح الجدران أضعف، ما يسبب حالة تسمى تمدد الأوعية الدموية الدقيقة (microaneurysms)، ينتج عنها انتفاخات في جدران الأوعية الدموية المصابة، سرعان ما تبدأ هذه الانتفاخات بالنزيف، ولكن هذا لا يؤدي إلى تدهور رؤية المريض.

وكرد فعل طبيعي يحاول الجسم حماية وإصلاح نفسه من خلال إنشاء أوعية دموية جديدة في هذه المنطقة، لكن الأوعية الجديدة ليست مستقرة بدرجة كافية ما لا يمكنها من أن تكون بديلاً عن سابقاتها.

تشخيص اعتلال الشبكية

للوصول إلى تشخيص المريض باعتلال الشبكية السكري، فإنه يخضع للفحوصات التالية:

• فحص العين المتوسعة (Dilated eye examination)، ويتم بمساعدة قطرات العين التي توسع العين لالتقاط الصور اللازمة.
• تصوير الأوعية بالفلوريسين (Fluorescein angiography)، ويتم بمساعدة مادة الفلورسين الذي يتم حقنه في الذراع ثم تصوير العين.
• التصوير المقطعي للترابط البصري (OCT)، وهو تصوير مقطعي لشبكية العين بهدف معرفة مدى كثافتها.

خيارات العلاج

التشخيص الصحيح هو الخطوة الأولى نحو العلاج الناجع.

فعلى سبيل المثال، عندما يكشف تصوير الأوعية بالفلورسين عن انسداد واضح في الأوعية الدموية، فإن العلاج بالليزر الدقيق يمكن أن ينقذ المريض من العمى.

كما يمكن للعلاج يمكن أن يشمل:

• العلاج بالليزر البؤري (focal laser)
• العلاج بالليزر المبعثر (scatter laser)
• استئصال الزجاجية (vitrectomy)

وهناك بعض المضاعفات الشائعة والمحتملة لهذه الأنماط العلاجية، منها:

• نزيف الزجاجية
• انفصال الشبكية
• المياه الزرقاء (Glaucoma)

أما هنا بمركز عيادة تقنيات الخلايا المتميزة، فنقدم إمكانية علاج الاعتلال باستخدام الخلايا الجذعية الجنينية.

علاج اعتلال الشبكية السكري بالخلايا الجذعية في مركزنا

زراعة الخلايا الجذعية الجنينية هي من طرق العلاج الأمنة والناجحة التي نستخدمها بانتظام في مركزنا لعلاج اعتلال الشبكية السكري.

لا نحتاج إلى زراعة الخلايا بشكل مباشر بالعين، بل تزرع الخلايا عبر الحقن الوريدي أو الحقن تحت الجلد، حيث تمتاز الخلايا التي نستخدمها بقدرتها الفريدة على الوصول إلى أماكن الخلل بشبكية العين، والتعرف عليها ثم العمل على ترميمها.

كما يتم علاج اعتلال الشبكية السكري ضمن منظومة برنامج متكامل لعلاج مرض السكري ومضاعفاته الأخرى.

يلاحظ مرضانا نتائجا إيجابية مرضية للعلاج بالخلايا الجذعية بمركزنا في كييف.