أحدث التقنيات لعلاج مرض ستارغاردت

تعرف على أحدث التقنيات الطبية المستخدمة لعلاج مرض ستارغردت

ستارغاردت هو اعتلال وراثي يصيب الشبكية وتحديدا بقعة العين، ما يقود إلى تدهور الرؤية تدريجيا، ويجعل من القراءة، والتعرف على الوجوه، وحتى قيادة السيارة أمور صعبة على المريض.

وحتى لحظة كتابة هذه السطور، فلا يوجد بعد علاج يشفي من مرض ستارغردت بشكل كامل، وإن كانت هناك علاجات واعدة للمرض لا تزال قيد التطوير والدراسة.

فقد ظل هذا المرض محل دراسة وبحث مستمر للعلماء بغرض الوصول إلى علاج يسمح بمنع تطور مضاعفات المرض وإيقاف تدهور الرؤية. ويهتم الباحثون بشكل خاص بتطوير علاجات تسمح بعكس تأثيرات ستارغاردت على شبكية المريض.

سنتناول هنا 5 من أحدث التقنيات الطبية لعلاج ستارغردت، وأولها:

1. علاج مرض ستارغاردت بالخلايا الجذعية

يهدف هذا العلاج إلى تجديد شبكية العين المتضررة بفعل تأثير المرض، عبر استغلال القدرة الفريدة للخلايا الجذعية للتمايز إلى أنواع مختلفة من خلايا أنسجة الجسم، بما في ذلك الخلايا المكونة لشبكية العين. ما قد يسمح بتحفيز انتاج علاج جديدة تعوض تلك التالفة ببقعة العين، فتسهم في استعادة الرؤية جزئيا أو إيقاف تدهورها، أو إبطاء ذلك كحد أدنى.

تستخدم عدة أنواع من الخلايا الجذعية في علاج مرض ستارغاردت، لكن الأبحاث ونتائجها حصرت أفضل الخيارات في:

الخلايا الجذعية الجنينية

كما هو واضح من اسمها، فإن هذه الخلايا تستخلص هذه الأجنة البشرية في المراحل المبكرة من نموها، ولها قدرة عالية على التحول إلى أي نوع من خلايا الجسم. وتسعى المرحلة الحالية من البحث العلمي إلى تحفيز تحولها مختبريا إلى خلايا ظهارية صبغية شبكية (RPE)، وهذه هي الخلايا المتخصصة التي يمكنها دعم صحة شبكية العين.

هذه الخلايا يمكن زراعتها بأمان في العين، وستكون قادرة على الحفاظ على نظر مريض ستارغاردت مستقبلا.

 

الخلايا الجذعية البالغة

تستخلص هذه الخلايا من المريض (من خلايا الجلد مثلا)، ثم يتم استزراعها في المختبر وإعادة برمجة هذه الخلايا، كي تتصرف مثل الخلايا الجذعية الجنينية إلى حد ما، فيمكن تحويل هذه الخلايا إلى خلايا ظهارية صبغية شبكية (RPE)، ومن ثم زراعتها في الشبكية.

ولا يزال البحث مستمرا لتطوير هذه التقنية، واستغلال القدرات الكبيرة الكامنة هذه الخلايا.

 

2. العلاج الجيني لمرض ستارغاردت

كما ذكرنا سابقا فإن مرض ستارغاردت هو من الأمراض الوراثية التي تؤثر في عملية الإبصار.

وينجم تحديدا عن طفرة وراثة يتأثر بها الجين (ABCA4)، وهو المسؤول عن إنتاج بروتين يتخلص من بعض السموم التي تعد منتجات ثانوية لنشاط شبكية العين.

هذه الطفرة تؤثر على إزالة السموم التي تعرف بـ (A2E)، فتتراكم وتضر بالشبكية وعملها، لتؤدي مع الوقت وبالتدريج إلى فقدان المريض لقدرته على الإبصار.

هدف العلاج الجيني هنا، هو تحييد الأثر السالب للطفرة، عبر إيصال نسخة سليمة من جين (ABCA4) إلى الشبكية.

ولتحقيق هذا الغرض، يتم استخدام فيروس معدل، هو الفيروس المرتبط بالغد (فيروس AAV)، ويعمل كحامل للجين السليم إلى نسيج الشبكية. ومع وصول الحجين السليم إلى الخلايا المستهدفة، يمكنه أن يبدأ بإنتاج البروتين الضروري لإزالة سموم الشبكية، ليقلل من تراكمها ويمنع تفاقم الضرر.

العلاج الجيني لستارغاردت واد للغاية، ولكنه لا يزال في مراحل التجارب والبحث، وإن كانت النتائج الأولية إيجابية حتى الآن.

نجاح هذه التقنية ستوفر علاج بسيطا وآمنا يتعامل مع جذر المرض، ويقدم حلا طويلا الأمد له.

 

3. استخدام مشتقات فيتامين أ في علاج ستارغاردت

الآلية المبسطة لمرض ستارغاردت كما وضحناها سابقا، يمكن تلخيصها بـ:

طفرة في الجين (ABCA4) تؤدي إلى تراكم سموم (A2E) فيتلف ذلك نسيج الشبكية.

ويستخدم الباحثون نسخة صناعية من مشتقات فيتامين أ يمكنها تقليل انتاج سموم (A2E) في الشبكية، وبالتالي تعطيل وإبطاء تقدم المرض وتدهور بصر المريض.

حاليا يخضع أحد مشتقات فيتامين أ، المعروف بـ (ALK-001) لمرحلة التجارب السريرية، التي في حال نجاحها ستقدم منتجا قادرا على تحجيم أثر ستارغاردت، وبالتالي السماح للمريض بالحفاظ على بصره لفترة أطول.

 

4. أدوية جديد لعلاج ستارغاردت

هناك علاجات دوائية قيد التطوير، تركز على تحقيق استقرار المرض أو إبطاء تقدمه. نركز هنا على نوعين منها هما:

مثبطات دورة الرؤية

تعمل هذه الأدوية على إبطاء دورة الرؤية. وهذه هي العملية التي يحول فيها الضوء إلى إشارات كهربائية في الشبكية.

لدي إبطاء الأدوية المثبطة لدورة الرؤية لهذه العملية، فإنها تسهم في تثبيط انتاج مخرجات عملية الرؤية بالشبكية مثل سموم (A2E)، ما يساعد على حمايتها من التلف بسبب تراكم هذه المواد، ويساعد على إبطاء مرض ستارغاردت.

 

العوامل العصبية الواقية

يستخدم هذا النوع من الأدوية كوقاية للخلايا العصبية وحمايتها من الضرر، والحديث هنا عن خلايا المستقبلات العصبية بالشبكية.

في حالة مريض ستارغاردت، فإن هذه الأدوية تساعد على حماية نظره، وتمنع فقدان البصر مستقبلا.

 

5. الأجهزة البصرية لمرضى ستارغاردت

تستخدم الأجهزة البصرية في المراحل المتقدمة من مرض ستارغاردت، حين يكون المريض يعاني بالفعل من فقدان قدر كبير من بصره.

يهدف استخدام الأجهزة البصرية إلى تعزيز المدى المتبقي من الرؤية لديه، أو إضافة وسائل تساعده على إدراك البيئة المحيطة.

نتناول تقنيتين بصريتين، إحداها مستخدم حاليا، والأخرى تستخدم ضمن نطاق التجارب، وهما:

الزرعات الشبكية الإلكترونية (Electronic Retinal Implants)

وهي أجهزة يمكن زراعتها جراحيا بشبكية العين، ويمكنها تحويل المعلومات البصرية إلى نبضات كهربائية، تساعد على تحفيز خلايا الشبكية التي لم تتعرض بعد للتلف على نحو يسمح للدماغ بترجمتها إلى صور بصرية مفهومة.

هذه التكنولوجيا تقدم أملا في تحسين مستوى الرؤيا لدى المرضى الذين يعانون من فقدان البصر الشديد، ولكنها لا تزال في بداياتها، وتمر بمراحل التجارب والتطوير والتنقيح المستمر.

 

المساعدات البصرية

وهي مجموعة من الأجهزة البصرية التي تهدف إلى تعزيز حجم الرؤية المتاحة لمريض ستارغاردت.

وتشمل هذه المساعدات البصرية؛ النظارات المكبرة، العدسات الخاصة، أجهزة إلكترونية لتكبير النصوص والصور.

تساعد هذه المعدات على تسهيل حياة المريض بشكل كبير، وتجعل من ممارسة حياته اليومية أمرا أكثر سهولة.

 

مستقبل علاج مرض ستارغاردت

علاجات ستارغاردت تتطور باستمرار، ومعها تتعالى الآمال بتحقيق اختراقات ثورية تسمح بمعالجة السبب الرئيس للمرض، والوصول إلى مرحلة الشفاء الكامل أو الاستقرار التام.

ورغم كبر التحدي وحجمه، فإن إصرار العلماء والباحثين سيمهد الطريق نحو العلاج الكامل، في مستقبل نتمناه قريبا.

 

علاج مرض ستارغاردت بعيادة تقنيات الخلايا المتميزة في أوكرانيا

أمراض العيون هي من المجالات التي تحظى باهتمام كبير من قبل خبراء مركزنا، وتطوير العلاجات الخاصة بها يظل ضمن أولوياتنا.

تعرف على إمكانية علاج مرض ستارغردت بالخلايا الجذعية الجنينية بمركزنا في أوكرانيا.

عيادة تقنيات الخلايا الجذعية المتميزة: طريقكم إلى حياة أكثر صحة