مراحل مرض باركنسون (الشلل الرعاشي)

المراحل الخمسة لمرض الشلل الرعاشي باركنسون

يقسم المتخصصون مرض باركنسون (Parkinson’s) والمعروف أيضا بالشلل الرعاشي إلى خمسة مراحل مختلفة، على أساس شدة الأعراض مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل درجة إعاقة الشخص المصاب بالمرض.

ليس بالضرورة أن يصاب المريض بكل أعراض باركنسون، او أن تظهر بنفس التسلسل أو الشدة، ولكن هناك أنماط تطور واحدة للمرض تسمح بتقسيمه إلى عدة مراحل. ولوصف العلاج المناسب ينظر طبيب الأعصاب إلى مرحلة المرض إلى جانب الحالة الصحية لكل مريض.

مراحل باركنسون الخمسة وفق مقياس هين و يار (Hoehn and Yahr scale)، والذي يصف منذ عام 1967 المراحل الخمسة للمرض هي كالتالي:

المرحلة الأولى

وتسمى مرحلة المرض أحادي الجانب (Unilateral)، عندما تظهر الأعراض على جانب واحد فقط من الجسم، إما الأيمن أو الأيسر فقط، وهي مرحلة بداية مرض باركنسون، ويمكن أن تستمر لسنوات.

ويكون لابد من وصف علاج وقائي للجهاز العصبي المركزي (neuroprotective treatment) من قبل طبيبي الأعصاب، وذلك لتثبيط تلف الخلايا العصبية.

ينظر إلى دواء راساجيلين (Rasagiline) كأحد الأدوية الواعدة التي توصف لعلاج مرضى باركنسون في مرحلته الأولى، والذي يمكن أن يستخدم بشكل منفصل، أو بجانب أدوية أخرى.

كما أن هناك آراء حول إضافة فيتامين E أيضا إلى برنامج العلاج بهذه المرحلة.

المرحلة الثانية

هذه المرحلة من مرض باركنسون توصف بمرحلة المرض الثنائي (bilateral)، وكما يقترح الاسم فإنها تشهد ظهور الأعراض على كل من الجانب الأيسر والأيمن للجسم معا.

ويشخص إصابة المريض بالمرحلة الثانية، بمجرد ظهور أدنى أعراض المرض على الجانب الثاني من جسم، مهما خفت درجتها.

يشمل العلاج في هذه المرحلة تناول محفزات الدوبامين (dopamine agonists)، والتي كان استخدامها في السابق محصورا على المراحل المتقدمة من المرض، أما اليوم فللأطباء والاختصاصيين رأي مغاير، حيث يعتقدون أنه كلما بكر المريض في تناول أدوية محفزات الدوبامين، كلما قلت المضاعفات التي قد تواجه في مراحل لاحقة لدى استخدامه أدوية مثل ليفودوبا (Levodopa أو L-Dopa).

المرحلة الثالثة

مع تقدم أعراض باركنسون تأتي مرحلته الثالثة، والتي يعاني فيها المريض من عدم قدرته على الحفاظ على استقامة ووضعية جسمه (posture)، فتقل قدرته على التوازن، ويقف بصعوبة، وقد يقد التوازن أثناء المشي، ويسقط في بعض الأحيان.

تشكل هذه المرحلة تحديا للمريض في حياته اليومية، لكنه يظل قادرا على خدمة نفسه إلى حد كبير.

المرحلة الرابعة

هنا تزداد حدة الأعراض بشكل كبير، المرحلة الرابعة هي التي تزداد فيها الأعراض حدة بشكل خاص، فيصبح فقدان المريض لتوازنه وسقوطه متكررا، تنخفض قدرته على خدمة نفسه فيحتاج لرعاية ومرافقة له، وقد يصبح غير قادر على المشي أيضا.

وهنا اعتمادا على الحالة الصحية للمريض، فيمكن إجراء جراحة التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation)، والتي تم من خلال زراعة أقطاب كهربائية (electrodes) بمناطق محددة من الدماغ تساعد على تنظيم النشاط الكهربائي غير الطبيعي به، وكنتيجة عامة تخفيف أعراض المرض.

المرحلة الخامسة

المرحلة النهائية لمرض باركنسون، وفيها لا يستطيع المريض المشي دون مساعدة، وغالبا ما يكون على كرسي متحرك، ويعاني من تصلب العضلات ويحتاج إلى رعاية دائمة.

يشمل العلاج الدوائي للمريض تناول ليفودوبا مع مثبطات أنزيم الكاتيكول O ميتيل ترانسفيراز (COMT inhibitor) لتثبيت لتدعيم أثر العلاج.

الجراحة كذلك من الخيارات العلاجية بهذه المرحلة، حي يمكن النظر إلى إمكانية إجراء جراحة بضع الكرة الشاحبة (Pallidotomy)، والتي يتم من خلالها استهداف وإزالة مجموعة من خلايا الدماغ للوصول إلى غاية التغلب على تصلب العضلات، والرعاش (tremor).

تقسيمات أخرى لمراحل باركنسون

بالإضافة إلى المراحل الخمسة حسب مقياس هين و يار (Hoehn and Yahr scale)، فهناك تعديل إضافي يضيف مرحلتين بينيتين هما المرحلة 1,5 والمرحلة 2,5.

يقدم هذا التقسيم الإضافي وصفا أكثر عمقا وتفصيلا للمراحل البينية لمرض باركنسون ومساراتها.

علاج باركنسون بالخلايا الجذعية

منذ أكثر من ربع قرن، بدأنا في عيادة تقنيات الخلايا الجذعية بتطوير علاج يستخدم فكرة زراعة الخلايا الجنينية كأساس لعلاج مسببات مرض باركنسون، وأعراضه.

في الوقت الحالي تقدم الخلايا الجذعية تأثيرا إيجابيا يتفوق على العلاج الدوائي التقليدي للمرض بأي من مراحله الخمسة، ويظل الإبكار بزراعتها حيويا لمنع تفاقم المرض وتطوره من مرحلة لأخرى، بالإضافة إلى تحسين الحالة الصحية العامة للمريض والتخفيف من أعراضه المختلفة، بما فيها الارتعاش (tremor) وتصلب العضلات وفقدان التوازن.

للاطلاع على إمكانية ونتائج علاج باركنسون بالخلايا الجذعية في أوكرانيا، راجع برنامجنا العلاجي لباركنسون في مركزنا.