التصلب اللويحي (MS): ما هو، ومشاكل تشخيصه، والعلاج؟
تعرف على المشاكل الرئيسية التي تواجه علاج التصلب اللويحي (التصلب المتعدد)
التصلب اللويحي (Multiple sclerosis أو اختصارا MS) هو من أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune disease) التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، ويؤدي إلى تدمير طبقة الطبقة العازلة لألياف الأعصاب، ما يؤدي إلى خلل في التواصل بين الدماغ وأعضاء الجسم المختلفة.
وقبل الحديث عن إمكانياتنا وخبراتنا في علاج مرض التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية الجنينية في أوكرانيا، بعيادة تقنيات الخلايا الجذعية المتميزة، فلنلقي نظرة عامة على هذا المرض:
أسباب الإصابة بالتصلب اللويحي
هناك الكثير مما لا يفهمه الأطباء والجمهور حول علاج التصلب اللويحي، ونعم فهم العديد من الأطباء لهذا المرض غير كامل، وقد يجانبه الخطأ في كثير من الأحيان.
فعلى سبيل المثال، يعتقد الجزء الأكبر من الأطباء والعلماء أن التصلب اللويحي مرض مناعي ذاتي، وفي نفس الوقت تنقسم وجهات نظرهم حول العامل أو السبب الذي ينشطه تحديدا، ومنها:
- وجود أمراض مناعة ذاتية: إصابة الشخص بأمراض مناعة ذاتية مثل السكري من النوع الأول، أو التهاب القولون التقرحي، أو غيرها تزيد كذلك من احتمالات إصابته بمرض التصلب المتعدد.
- الوراثة: حيث يعتقد أن إصابة أحد الوالدين بالتصلب اللويحي يعرض الأبناء للإصابة بهذا المرض.
- نقص فيتامين د: يلاحظ انخفاض معدلات فيتامين د (Vitamin D) لدى العديد من مرضى التصلب اللويحي، ما رسخ الاعتقاد بوجود علاقة وثيقة بين عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس وارتفاع اخطر الإصابة به.
- الإصابة ببعض أنواع الفيروسات: لوحظت ارتباط بين الإصابة بالتصلب اللويحي وبعض الفيروسات مثل فيروس إبشتاين-بار (Epstein–Barr virus).
- المناخ: ينظر إلى المناخ كأحد عوامل الخطر للإصابة بالتصلب اللويحي بما تشير إليه الإحصائيات لشيوع المرض بالمناطق الباردة بما في ذلك القارة الأوروبية وكندا والولايات والمتحدة وجنوب شرق قارة أستراليا. بينما تقل نسب الإصابات بالمناطق الحارة.
كما يختلف العلاج المفضل للمرض من طبيب لآخر، والحديث ليس عن نوع الأدوية فقط، بل عن البرامج ومبادئ العلاج. حيث يمكن أن تختلف أساليب علاج التصلب بمدرسة طبية معينة إلى حد التضاد الكامل، وتلك نتيجة لصعوبة علاج المرض، ما يجب ان يتذكره مريض التصلب اللويحي، هو أن هذه الحالة ليست قاتلة، ولا داعي للقلق إلا إذا كانت استجابة المريض للعلاج غير كافية.
على الرغم من عدم وجود إمكانية لشفاء المريض من هذه المرض، يمكن لتقنيات الطب الحديثة السيطرة على أعراضه، لكن حالات الانتكاس تحدث من وقت لآخر ولا يمكن فعل أي شيء حيال ذلك إلا إذا جربت بعض الطرق البديلة التي يمكن أن توقف تطور المرض.
آلية تطور التصلب اللويحي
ليس هناك شك في أن أول محطات آلية ظهور المرض تمر عبر خلل بالمناعة الذاتية في الغالب، لكن السؤال الذي لايزال يبحث عن إجابة واضحة هو لماذا يقرر الجسم مهاجمة نفسه؟
هناك الكثير من اضطرابات المناعة الذاتية والتي تختلف باختلاف الجزء الذي يتعرض لهذا التأثير بجسم الإنسان. ففي حالة مرض السكري من النوع الأول، يكون المتأثر بالمناعة الذاتية هو البنكرياس، وتحديدا خلايا بيتا في جزر لانغرهانس.
أما في حالة التصلب المتعدد فيستهدف جهاز المناعة الجهاز العصبي. حيث تُغطى المحاور العصبية بمادة عازلة تسمى غمد المايلين (myelin sheath)، وهي مادة تهدف إلى حماية المحاور العصبية، وتسمح لها بأداء وظيفتها الأساسية بنقل الإشارات العصبية.
عندما يبدأ هجوم المناعة الذاتية فإنه يضر بأغشية المايلين، فتظهر ندوب عليها تؤثر على وظيفة الأعصاب في هذه المرحلة المبكرة من المرض، وتكون أعراضها محدودة من مثل:
- تشنجات بعضلات الأيدي والأرجل
- الإحساس بتنميل بأحد الأطراف
- النسيان وعلامات الاكتئاب
- تقلبات بالمزاج العام
- مشاكل في الاتزان والمشي المعتدل
أما في المرحلة المتقدمة من المرض، فإنه يتم تدمير أغلفة المايلين تمامًا، لتؤدي إلى ظهور أعراض مثل:
- الصرع
- الإصابة بالشلل في الرجلين
- مشكلات في عمل المثانة أو الأمعاء
- ضعف في القدرة الجنسية مع انعدام الرغبة
- ضعف شديد بالرؤية يمكن أن يصل إلى العمى بإحدى العينين
مشكلة التشخيص المبكر التصلب اللويحي
إحدى المشاكل المرتبطة بالمرض هي مشكلة التشخيص الصحيح قبل أن تظهر أعراضه.
فالتصلب اللويحي مرض تنكسي (Degenerative disease)، ما يعني أنه يؤدي إلى تدهور متواصل في أنسجة الخلايا العصبية، لذا فمن المهم اكتشافه في أسرع وقت ممكن، والبدء بعلاجه.
لكن ليس من السهل القيام بذلك مبكرا، فهو عادة ما يكتشف بعد بداية هجوم غير متوقع على الجسم، وعندما يحدث ذلك، يكون تلف الأعصاب خطيرًا بالفعل. ويبدأ تراكم المشاكل ككرة الثلج التي تتدحرج على منحدر حاد.
ما يعني أنه لتشخيص المرض، للأسف يجب أن تبدأ هذه الأعراض بالظهور بالفعل.
كيف يشخص مرض التصلب اللويحي
بعد ظهور أعراض المرض، ومن أجل تأكيد التشخيص وتحديد أسباب المشكل، فهناك فحوصات أساسية يجب أن يخضع لها المريض:
- إجراء فحص الأعصاب بواسطة طبيب مختص
- فحص الدم
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ والعمود الفقري
- فحص البنزل الشوكي (Spinal tap)
- فحص الجهد المثار (Evoked potential tests)
مع أي اختبارات وفحوصات إضافية يطلبها طبيب الأعصاب المختص من المريض.
علاج مرض التصلب اللويحي
علاج مريض التصلب اللويحي مشكلة معقدة، فليس هناك ولو حالتان طبيتان متطابقتان للمصابين بهذا المرض.
وحتى عندما تشابه الحالات فأن استجابة المرضى للأدوية والعلاج تختلف تماما عن بعضها البعض. كما تؤثر صحة المريض العامة ومجموعة من العوامل الإضافية الأخرى على مدى تفاعله مع العلاج واستجابته للأدوية.
هذه التعقيد واختلاف الاستجابة لكل مريض عن غيره تجبر الطبيب الراغب في مساعدة مريضه إلى معاملة كل مريض كحالة فردية، وتجربة مختلف التقنيات والاتجاهات العلاجية لإيجاد المناسب منها له، وهو النمط الصحيح والمتوافق مع روح الطب. ولكن ذلك يثير الجدل بينهم وبين الأطباء الذين يفضلون -ولأسباب متعددة- علاج مرضى التصلب العصبي اللويحي وفق أطر واحدة وبروتوكولات ثابتة موحدة.
حاليا لا يوجد أي نوع من أنوع العلاج التي تؤدي إلى الشفاء من التصلب اللويحي، وتستخدم العلاجات الطبية التقليدية حاليا لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية: منع تقدم المرض، وإيقاف نوبات التصلب اللويحي، وعلاج الأعراض.
ولكل من هذه الاتجاهات أدوية وطرق علاج خاصة بها، كالتالي:
علاجات منع تفاقم مرض التصلب اللويحي
وهو العلاجات المختصة بإيقاف تطور مرض التصلب اللويحي، وانحساره أو ابطاء عمليه تفاقمه على أقل تقدير. وكأي مرض آخر فإن العلاج بالمراحل الأولى للمرض ستقدم نتائج أفضل بكثير منها في المراحل المتقدمة. فيسمح العلاج المبكر بتلافي حدوث ضمور خلايا الدماغ، وتفشي أعراض المرض التي تصل إلى العمى (غالبا بإحدى العينين) والإعاقة الحركية.
ويجب للمريض إدراك حقيقة أن الأدوية المستخدمة لعلاج التصلب اللويحي قد يكون لها آثار جانبية شديدة، تصل إلى حد الخطورة في بعض الحالات، وهو ما يستوجب الانتباه الدائم، ومتابعة ظهور أي من هذه المضاعفات لتصحيح العلاج.
تقسم هذه الأدوية إلى: أدوية تتناول عبر الفم، أو على هيئة حقن، أو عبر المحاليل الوريدية.
الأقراص والحبوب الدوائية
- ديروكسيميل فومارات (Diroximel fumarate)، ويعد من الأدوية الحديثة جدا، ويعرف بـ (Vumerity).
- فينغوليمود (Fingolimod)، أو كما يعرف بجيلينيا (Gilenya).
الحقن العلاجية لعلاج التصلب اللويحي
- أدوية إنترفيرون بيتا (Interferon beta medications)، وهي الأكثر شيوعا مثل أفونيكس (Avonex) وبيتافيرون (Betaferon).
- أسيتات الغلاتيرامر (Glatiramer acetate)، مثل كوباكسون (Copaxone).
المحاليل الوريدية
- أليمتوزوماب (Alemtuzumab)، مثل ليمترادا (Lemtrada).
- أوكريليزوماب (Ocrelizumab)، مثل أوكريفوس (Ocrevus).
علاجات إيقاف نوبات التصلب اللويحي
تستخدم هذه العلاجات في الفترات التي تنشط فيها نوبات التصلب اللويحي، وعالميا أصبح من المتعارف عليه استخدام:
- فصل البلازما، والذي يتم عبر استخدام تقنية البلازمافيريسيس (Plasmapheresis) لفصل البلازما عن الدم.
- الكورتيكوستيرويدات(Corticosteroids)، والتي تحقن عبر الوريد مثل بريدنيزولون (Methylprednisolone)، أو مثل بريدنيزون (Prednisone) الذي يُتناول على هيئة حبوب (أقراص).
علاجات أعراض التصلب اللويحي
تسبب المشكلة الأساسية عدد من لأعراض والتي كما سلفنا تتراوح بين الرؤية الضبابية، النسيان، عدم الاتزان، وغيرها. ولعلاج هذه الأعراض تستخدم الوسائل التالية:
- أدوية علاج الإكتئاب والأرق
- المنشطات الجنسية
- أدوية لعلاج مشاكل الأمعاء والمثانة
- أدوية تشنجات العضلات
- إعادة التأهيل الوظيفي والعلاج الطبيعي
علاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية
نمتلك أكبر خبرة في العالم في مجال علاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية الجنينية. حيث تعاونا في عيادة تقنيات الخلايا الجذعية المتميزة مع مركز التصلب اللويحي بالعاصمة الأوكرانية كييف، سنوات طويلة سمحت لنا بتطوير آليات عالية الكفاءة في علاج هذا المرض بتقنيات الطب التجديدي.
يسمح علاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية في مركزنا بتحقيق:
- الحد من التعب وزيادة النشاط وكفاءة العمل
- تحسين وظائف الجسم وزيادة الحركة والقوة
- تحسين تناسق الجسم وتقليل الترنح والدوخة وعدم الثبات عند المشي
- تحسين وظائف الحواس كالرؤية والكلام والشم والسمع
- تحسين الحساسية وانخفاض معدل فقدان الحس بالأطراف والألم
- تحسين الوظائف الادراكية والنوم والسلوك
ويمكنك الاطلاع على برنامج علاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية الجنينية في أوكرانيا في مركزنا.